129 ـ الوليد بن عُقبة (000 ـ 61 هـ) = (000 ـ 680 م)

الوليد بن عقبة بن أبي معيط، الأمويّ القرشيّ. أخو عثمان بن عفّان لأمِّه، قيل إِنه كان من فتيان قريش وشعرائهم وأجوادهم، فيه ظرف ومجون ولهو، وقيل كذلك فيه حُلْمٌ وشجاعة وأدب، أسلم يوم فتح مكة. وأول عمل له كان في خلافة أبي بكر، حيث كان موضع السر في الرسائل الحربية، التي دارت بين الخليفة وقائده خالد بن الوليد في وقعة المذار مع الفرس. ثم وجهه مدداً إلي قائده عياض بن غنم، ثم ولاه أبو بكر صدقات قضاعة. ولما عزم أبو بكر علي فتح الشام كتب إلي عمرو بن العاص وإلي الوليد بن عقبة يدعوهما لقيادة فيالق الجهاد. فسار الوليد إلي شرقي الأردن. ثم ولاّه عُمر بن الخطاب علي بلاد بني تغلب وعرب الجزيرة، يحمي ظهور المجاهدين في شمالي الشام سنة 15هـ،، وانتهز فرصة وجوده بينهم فأخذ يدعو إلي الإسلام بين هذه القبائل. وولاّه عثمان بن عفّان الكوفة سنة 25 هـ، بعد سعد بن أبي وقاص، وعزله سنة 29 هـ. ويروى أن رسول الله بعثه في العام التاسع للهجرة على صدقات بني المصطلق، وعندما شهد عليه جماعة بشُرب الخمر، أعاده إلى المدينة، وأقام عليه الحدّ وحبَسَه. وكان مع فِسْقه عفا الله عنه شُجاعاً قائماً بأمر الجهاد. ولمّا قتل عثمان رثاه وحرّض معاوية على الأخذ بثأره، واعتزَل الفتنة بين عليّ ومعاوية. مات بالرَّقَّة (على نهر الفرات).